ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

حوار مع يون كالمان ستيفنسن

 


ليس لدي اهتمام بتعريف كتابتي، فالآخرون ببساطة مؤهلون أكثر مني لفعل ذلك.

احكِ لنا عن بدايتك في الكتابة. هل كان الأمر حرفة أم مصادفة؟ وهل تغيرت علاقتك مع الكتابة بمرور الزمن؟ وهل تغيرت أهدافك الصغرى والكبرى بمضي الأعوام؟

 

يون كالمان ستيفنسن: لا أومن بأن المرء يصير كاتبًا بالمصادفة، فإما أن تكون كاتبًا وفنانًا، وإما أنك لست كذلك. إنه شيء موجود فيك منذ الولادة ولا يمكنك الهروب منه. لكني بدأت في سن متأخرة، الحادية والعشرين أو الثانية والعشرين على ما أعتقد، أو أن ذلك يُعتَبر متأخرًا هنا في آيسلندا... استغرقت الوقت بما يناسبني لمعرفة هويتي، لكني أتذكر اكتشافي ذلك بوضوح شديد. شعرت كأني أقابل ذاتي الحقيقية لأول مرة، أني وصلت إلى "الوطن"، وما زال الشعور على ما هو عليه. لا يمكنني تصور الحياة بطريقة أخرى إلا بالكتابة، فهي جزء من أنفاسي ونبضي؛ ولطالما رغبت – وآمنت – بأن للقصص والقصائد أهميةً، شأنها ِشأن الفنون كافة، إذ عليها أن تؤثر في الناس، في مشاعرهم وتصوراتهم ونظرتهم إزاء العالم وإزاء ذواتهم. للأدب أهمية، سواء للفرد أو المجتمع، وبمقدوره أن يكون مهمًّا، بل عليه أن يصير كذلك.

 

كيف ترى كتابتك ضمن سياق تقاليد أدب لغتك وبلادك؟ ما الإلهام/ الكُتاب /مجموعات الكُتاب الذين يلهمونك هناك، أو ما التيارات الأدبية التي لا تنصاع لها أعمالك؟

 

من باب الصدق، فإني لا أفكر في كتابتي ضمن هذا السياق، ولم أتساءل قَط عن موقعها بذلك المنطق. ليس لدي اهتمام بتعريف كتابتي، فالآخرون ببساطة مؤهلون أكثر مني لفعل ذلك. أنظر إلى أعمالي من الداخل؛ ويمكن للمرء القول إني بذلك لا أفهم الموقف نظرًا لاستغراقي المفرط فيه... الأمر هكذا، لست أفضل شخص لوصف نفسي. لكني بدأت شاعرًا، وهذا ظاهر في رواياتي، ولطالما انجذبت إلى الكُتاب الذي يكتبون بأسلوب شعري، مثل كنوت هامسن وجوزيه ساراماغو وهيرتا مولر، و/أو الكُتاب الذين يحاولون تجديد الشكل [القصصي]، مثل فوكنر وإيتالو كالڤينو وخابيير مارياس... يمكن للرواية أن تتخذ الكثير من الأشكال، ويمكن أن تحوي الأشكال كافة في وقتٍ واحد: قصة، وقصيدة، ومقالة، ونظامًا شمسيًّا، وأغنية روك، ومرثية، وسيمفونية، وموجة، وحلمًا... تكاد تكون أشكال الرواية بلا عدد؛ وعلى المرء أن يحاول تجديد الشكل بطريقة ما على الدوام.

 

ما كتابك المفضل الآتي من تقاليد أدبية غير التي في بلادك وكيف أثر على كتابتك؟


بإمكاني ذكر بضعة أسماء ذات أهمية كبيرة للغاية لخمس وعشرين أو ثلاثين عامًا. وعلى أني لا أعلم إن كانت قد أثرت على كتابتي بالقدر نفسه، إلا أنها كانت مهمة للغاية بالنسبة إلي، إذ سرعان ما وقعت في غرامها. أما الكُتب فمثلًا «طونيو كروغر» بقلم توماس مان، و«المعلم ومارغريتا» بقلم ميخائيل بولغاكوف، و«نور العالم» بقلم هالدور لاكسنس، و«الراعي الطيب» بقلم آيسلندي آخر هو غونار غونارسن (الذي ألهم همنغواي خلال كتابة «العجوز والبحر»)، و«بان» بقلم العظيم كنوت هامسن... إضافة إلى قصائد لا تُعد أثرت علي في نصوصي أو ساعدتني أو ألهمتني، على سبيل المثال قصيدة سيزار باييخو «عنف الساعة».

ليست هناك تعليقات