ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

نصائح ممتازة في كتابة القصص القصيرة



صقل مهاراتك أحد أهم المفاتيح لكتابة رواية رائعة، والطريقة المثلى هي كتابة القصص القصيرة.


ولا يمكنك فعل ذلك إلا من خلال كتابة قصة قصيرة بكامل مقوماتها (الصياغة والشخصيات والحبكة والتكوين والنص).


القصة القصيرة هي رواية مضغوطة باحترافية، مع بعض الاختلافات. لذا إليك بعضًا من نصائح جويس كارول لكتابة أفضل القصص القصيرة.


احمِ وقتك


تقول جويس إن المقاطعة هي أكثر ما يضر الكاتب هذه الأيام، وإنها تشكل خطرًا كبيرًا على الإبداع.


أكثر المقاطعات ذاتي، مثل النظر في الهاتف أو تصفح البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وبذلك تتراخى فتعرقل تدفق كتابتك وتُشتت ذاتك.


تقول جويس: "الناس في عصرنا الحالي لا يملكون التركيز الذي كانوا يملكونه في القرن التاسع عشر".


في وقتٍ ما سيتحتم عليك إيجاد مكانٍ لعزلتك الأدبية، وستخبر من حولك بألا يزعجوك، ليس لأنك أناني أو وقح. أنت فقط تفعل ما هو ضروري، ويجب على من حولك أن يتفهموا ذلك.


سيصبح المقربون منك ألد أعدائك، سيكون مصدر إلهائك المتكرر شخصٌ لا تستطيع أن ترفض له طلبًا، من الممكن أن يكون طفلًا أو حيوانك الأليف.


أعظم عدو للكتابة ليس ضعف موهبتك، بل تشتيت الآخرين لك.


الكتابة عن الموضوعات المحظورة والمحرمة والشائكة طريقة مضمونة لجذب وتحفيز القُراء


من أقوى دوافع الكتابة أن تتحدث عوضًا عمن لا يستطيعون ذلك.


أن تحكي قصص الذين أُرغموا على السكوت، أن تتحدث عن جميع الأحداث السيئة في تاريخ العالم وعما يحدث إلى يومنا هذا. يجب أن تنقل حقيقة تلك الأمور.


أضف إلى ذلك وصفك الشرور التي بداخلك. تذكر أن الكتابة فن، وصناعة الفن فعل تنم عن وصف الذات، لذا صِف ذاتك.


إذا استطاع أحدٌ مواجهة الجوانب المظلمة والمدفونة بداخله، فهذا قدرٌ كبير من المهارة، كما تشير جويس إلى «صورة دوريان جراي» لأوسكار وايلد، التي كتب فيها عن موضوع محظور، وهو كبح الرغبة، لأن ما تحدث عنه في تلك الأيام كان غير قانوني وبإمكانه أن يتسبب في إدخاله السجن، لذلك لم يكن أسلوبه صريحًا واكتفى بالتلميح.


"كان وايلد متذاكيًا وملتويًا. كانت الرواية قوية جدًّا بسبب حرمانيتها، وأنت لا تعلم جيدًا ما يحدث".


المنفعة الكامنة في صناعتك الفن المحظور هي جذبك العالقين في تلك المواقف، وبذلك تتأكد من انجذاب جمهورك.


كل موضوع محظور لم يُناقش وكان يُرى أنه ممنوع، هنالك من يرتبط به ويعيشه، ولكنه لا يستطيع التحدث عنه ولا البوح بما يمر به. جميعهم متلهفون لأن يتحدث أحدٌ عنهم ويوصل معاناتهم وصوتهم.


تأثيرات من الطفولة


قد تطرأ عليك أفكارٌ عدة بسبب ما تعرضت إليه في طفولتك، مثل أغنيتك أو كتابك أو لوحتك أو برنامجك التلفزيوني المفضل عندما كنت طفلًا.


يمكنك أيضًا إجراء مقابلة مع أحد أفراد عائلتك، لأنهم خاضوا تجارب عديدة ومغامرات ثرية قد لا تعلم عنها شيئًا، وقد يلهمونك بشيء عظيم ويعلمونك دروسًا لا تفوت.


الحديث مع أجدادك أو والديك قد يغير مجرى حياتك، لأن كل شخص لديه تجربة مثيرة للإهتمام.


وإذا كنت ستكتب عن شخصياتٍ حقيقية، يجب أن تتعلم مهارات تمكنك من الحديث عنها من دون كشف حقيقتها للقارئ، كأن تغير أسماءها أو محال إقامتها. أخفِ بعض التفاصيل التي قد تُسهل تعرفها حتى لا تتسبب كتابتك في إيذاء أحدهم. "واجبك يحتم عليك ألا تستغل الآخرين وألا تستخدم كتابتك في إيذاء أي أحد".


المؤثر الآخر الباقي من طفولتك هو ذكرياتك المبكرة الغامضة، التي تحتوي ألغازًا تركتك في حيرة من أمرك أو أربكتك. "لغز بلا حل كالشوكة في القلب".


كلفتنا جويس بمهمة الذهاب إلى مكانٍ يعني لنا الكثير في طفولتنا، لأن لدينا في أعماق ذاكرتنا ذكريات مشفرة، وبالذهاب إلى تلك الأماكن ستحفز هذه الذكريات حواسك ومشاعرك بقوة. يجب أن تبحث عن ذكرياتك المبكرة وتكتب عنها بكثرة.


ركز على الشخصيات الهامة


للبدء في كتابة وبناء القصة، يجب التركيز على الشخصيات الفذة والهامة في العمل. الشخصيات تُنتج الحبكة وتتحكم في سير الأحداث بشكل رئيسي، ويجب ألا تكون هنالك أحداث زائدة وغير هامة متعلقة بالشخصيات الثانوية. إذا كانت لديك قصة مليئة بالشخصيات، ناقش كلًّا منها على حدة مع ذاتك: لماذا هي في هذه الأدوار؟ إذا لم تجد إجابات عن تساؤلاتك، فأنت في غنى عن هذه الشخصيات في عملك، لأنك بالتأكيد لن ترغب في تشتيت القارئ بشخصيات غير ضرورية.


اكتب عن الأحداث بالغة الأهمية


الأعمال الأدبية ترتكز على مبدأ أدبي، وهو وجوب اختيار المشاهد الضرورية، لأن التكرار يجعل الأمور مملة ومضجرة.


ذكرت سابقًا أن التشويق عنصر مهم لجذب القارئ وإبقائه منغمسًا في العمل. يجب أن تذكر فقط الأحداث الهامة والأساسية من حياة الشخصيات في القصص القصيرة، لأن القصص القصيرة تتمحور حول الأحداث التي تغير مجرى حياة الناس بالكامل، وهكذا تتضح لك حقيقة العمل، هل هو رواية أم قصة قصيرة.


القصة القصيرة تكون فكرتها قابلة للمناقشة بين شخصين، أما إذا تناولت موضوعًا اجتماعيًّا أو سياسيًّا فغالبًا ما سيستدعي ذلك نقاشًا مع مجموعة أكبر، وبكل وضوح سيكون هذا العمل رواية.


تتصف القصص القصيرة بأنها واضحة ومحدودة وتدور حول موضوع واحد، وكلما استغرقت وقتًا أطول في القراءة ستفقد جاذبيتها وتفسد تمامًا.


استخدم المسودات


مسودتك الابتدائية عادة ما تكون باقية بلا تعديل، لأنك تكتبها مسرعًا كالنار في الهشيم. اجعل أفكارك تتدفق على الورق كاملةً، ويمكنك تخصيص فترة الصباح أو الظهيرة لتحاول كتابة قصة قصيرة.


المسودات تُشعرك بالرضى والثقة والقوة.


وزن القصة واللغة/ اختيار القصة وطريقة الكتابة


هناك نوعان من تحديد طريقة الكتابة: أن تكتب القصة بطريقة بسيطة وواضحة، أو أن تكتبها باستخدام الصور البلاغية.


الطريقة الأولى تطابق ما قاله أورويل"النثر يجب أن يكون مثل النافذة، يجب أن يكون واضحًا قدر المستطاع وألا يحول شيء بينك وبين القارئ".


والطريقة الثانية مثيرة للاهتمام بسبب حضور اللغة القوي، فاللغة تجعل سير أحداث القصة مترويًا، وهذا جيد لأن القراءة السريعة قد تكون سطحية ولا تترك أثرًا أو صدى في نفس القارئ، فالاهتمام بطريقة الكتابة وبالكلمات المستخدمة يمكنك من إضافة المزيد من الأوصاف، ويمكنك من التحكم في شخصيات العمل بصورة أفضل.


عندما تسير أحداث القصة على مهل، يبقى القارئ معك لوقتٍ أكثر، وبناءً على ذلك تصبح القصة أقوى وأفضل.


اختصر قدر المستطاع


القراءة هي المفتاح الفعال للقدرة على الاختصار والتنقيح.


اقرأ العمل مراتٍ متعددة، وانظر إذا كان هنالك شيء ما تود أن تمحوه أو تضيفه، واكتب ملاحظاتك.


عندما تقرأ قصتك مراتٍ عدة، ستلاحظ أنك أصبحت مثل القارئ أكثر من دورك ككاتب، وهذا شيء رائع لأنك ستتمكن حينها من ملاحظة مستوى سير القصة على نحوٍ أفضل، وهذا مفتاح في غاية الأهمية.


تخبرك جويس بأن الكتابة رحلة ممتدة ومتعددة الجوانب، ولا تنتهي في جلسة واحدة، وما تكون عليه وتتعرض له في يومك الأول مختلف تمامًا عما تصبح عليه في يومك الأربعين.


إجادة إنهاء الأعمال/ الأمور


 ما تبدأه عليك إنهاؤه، وسيكون هذا ذا منفعة لك.


عندما تنجز عملك وترضى عنه، فإنك تمد روحك بدفعةٍ إيجابية، لأن الأشياء التي يكون بمقدورك أن تريها للناس بعد إنجازها تكون مرضية لذاتك. ونحن دائمًا في حاجة إلى الدفعة التي تأتينا حالما ننجز الأمور.


الاستفادة من الرفض


يجب أن تستخدم الرفض في تحسين أعمالك وتنقيحها، وليس كرمزٍ للفشل.


الفشل المصاحب للبدايات قد يكون مفيدًا جدًّا، 6 الكثير من الكُتاب الناجحين ممتنون لأن أعمالهم الأولى لم تُنشر.


أنواع القصص القصيرة


النوع الأول: السرد الموجز


هو نوعٌ لا يتجاوز عدة مقاطع أو صفحات، وعادة ما يلقى استحسانًا سريعًا ويحظى بجمهور.


مع هذا النوع ليس لديك وقت للشخصيات، فسيكون اهتمامك على حدث أو حدثين على الأكثر، وهذه هي خلاصة الخلاصة وأقصر قدرٍ مستطاع.


مثال على ذلك، «استخدام القوة» لويليام كارلوس. أنت لا تملك الوقت لسرد التفاصيل. يجب عليك فقط أن تمضي قدمًا وألا تستخدم علامات للتنصيص في أي حوار، وحاول ألا تضع حوارا من الأساس، حاول أن تجعل كل ما لديك جزءًا من نص واحد.


النوع الثاني: حديث النفس - الحوار


هو نوع قصير أيضًا، لكنه يحتوي على مقطعٍ إضافي، وكما تعلم فحديث النفس ما هو إلا حديث شخصٍ مع ذاته.


وعادةً ما تحتوي هذه الحوارات على دائرة من المشاعر تبدأ في نقطة معينة ثم تنتقل إلى حالة أخرى، فتنهال عليك مجموعة مكثفة من المشاعر، عادةً ما تكون النهاية مذهلة ومدهشة حتى إن كانت درامية بسبب اكتشاف الشخصيات أشياء عن أنفسها لم تعرفها من قبل. بمعنى آخر، يجب أن يتدرج الحوار وينمو بنفس مقدار كشف الراوي عن ذاته، وأن تكون النهاية خلاصة لما مر به الكاتب.


لأن بعض الحوارات يتصاعد فجأة ويصبح غير متناسق، يجب أن تكتب الحوارات من وجهات نظر مختلفة عن وجهة نظرك، من أناس ذوي أعمار مختلفة وديانات أخرى.


وهكذا تبرز موهبتك التخيلية على هيئة أشخاص آخرين، وسيدل هذا على تمتعك بموضوعية هائلة، وستصبح أنت وأفكارك محطًّا للاهتمام.


كتابة يومياتك


تدوين يومياتك محفز كبير على التعبير عن ذاتك ككاتب، وهذه الطريقة إحدى أهم مفاتيح تقوية الكُتاب والفنانين، وكتابتها بخط اليد تزيدها حميمية وخصوصية.


في بادئ الأمر لا داعي لأن تكون يومياتك مكتوبة بطريقة أنيقة أو مذهلة، وهذا قد يكون محبطًا لك، ولكن كل ما نريده هو كتابة خاطفة للأنفاس.


كتابة اليوميات توضح مشاعرنا وتشكلها، عندما تفكر في شيء ما وتكتب عنه سترى أن صورته اتضحت في ذهنك.


حاول أن تداوم على كتابة يومياتك حتى في الأوقات الصعبة، حينما تشعر بالنعاس أو تصاب بالحمى.. لا تنزعج افعل ذلك وحسب.


بخصوص اليوميات، فجزئي المفضل هو المذكرات عن أحلام اليقظة التي من الممكن أن نستخدمها في كتابة القصص القصيرة أو الحكايات. لتهيئ أجواء للخيال خذ جولة بدراجتك أو على قدميك وتخيل هذه الأفكار في عقلك كأنها فيلم، وحينما تعود إلى المنزل دوِّن ملاحظاتك المتدفقة في ذهنك وكرر هذه الخطوات حتى تحصل على ملحوظات كافية واكتبها على الورق.


اكتب قائمة بملاحظاتك عن الشخصيات والأبحاث التي أجريتها، لأنها تعد ثروة.


ستجد «يوميات كاتب» لڤرجينيا وولف مثالًا رائعًا على ذلك، وسترى كم هي رائعة الأعمال التي تحتوي على يوميات.


اقرأ بعين الكاتب


"قراءة الأعمال المذهلة من أهم المفاتيح لكتابة أعمال مذهلة".


كل كاتب لديه مؤثرات داخلية من طفولته، وتكون جميع أعمالهم نتيجة لهذه المؤثرات.


عليك قراءة أعمال الموهوبين طوال الوقت، لكي تستطيع كتابة ما هو أفضل منها، لأن ما تقرأه سيعود إليك بمنفعةٍ ما.


القراءة هي الطريق المُعبد للكتابة، وجودة ما تقرأه ستحدد جودة ما تكتبه.


البشر يستطيعون محاكاة ما حولهم، فاجعل أهدافك سامية، لأن كلما قرأت تشبعت واكتسبت وتعلمت، وعندما تقرأ للفئة المتميزة كلما تطورت مفرداتك وحس كتابتك.


هناك نوعان من القراءة.


الأول: القراءة العشوائية المرتجلة، وهي عندما تختار كتابًا ثم تقرأه.


الثاني: القراءة الممنهجة، وهي عندما تقرر بوضوح نوع الكُتب التي تود قراءتها وتفعل ذلك أكثر من مرة وتتعلم منه.


كلا النوعين مهم في وقتٍ معين.


حاول أيضًا أن تقرأ الأعمال بعين ناقدة وعملية لتلاحظ أساسها وأركانها وكيفية بنائها. وحده الكاتب يستطيع رؤية كيفية تمازج هذه العناصر كلها معًا.


ما العنوان وما هي الجملة الأولى وأين العقدة؟ هل الفصل الأول جيد بما فيه الكفاية أم أنه أطول مما ينبغي؟ كل قارئ يقرأ العمل من أجل الأحداث والشخصيات.


وأيًّا يكن، على الكاتب أن يبحث عن الطرائق المؤثرة التي استخدمها الراوي في عمله وساهمت في إنجاح عمله.


خذ آراءً من الخارج


هذه هي النصيحة الأخيرة، أن تترك الآخرين يقرأون عملك ويقيمونه ويخبرونك برأيهم عنه، وهذا مفتاح لنجاحك ولتحسين أعمالك.


من المهم جدًّا أن يكون للكاتب جمهور، ليس فقط لدعمه، بل أيضًا لانتقاده وإبداء أفكارهم واقتراحاتهم عليه.


ويمكنك أيضًا أن تنضم إلى ورشة للكتابة أو نادي قراءة، أو أن تنشئ واحدة لأن هذه المجموعات يكون إبداء الرأي فيها مباشرًا وفوريًّا، ويمكن أن توجه إليك فيها أسئلة مثل لماذا اخترت هذا العنوان، وماذا كنت تقصد بهذه الجزئية، ولماذا أنهيت العمل بهذه الطريقة.


تنوع النقاشات التي تخوض فيها مع من حولك سيساعدك في مسيرة الكتابة والقراءة.


من السبل المثلى للاستمتاع بالأدب أن تكون مع الآخرين مثل الكُتاب الكلاسيكيين، مثل همنجواي، وجيمس جويس، وكافكا، وتوماس مان، وڤرجينيا وولف، وهنري جيمس.


مع تمنياتي بأن تكون نصائحي كانت مفيدة لكم بطريقة أو بأخرى.


جويس كارول أوتس

ليست هناك تعليقات