كيف تكتب مثل أوسكار وايلد
- بقلم جوليا ماكوي
- ترجمة منى الرفاعي
ابذل بعض
التضحيات من أجل فنك، وسوف تُجازى، لكن أن تطلب من الفن التضحية بنفسه فسوف تلقى
إحباطًا لاذعًا أمامك.
إن كنتَ كاتبًا، وفي حال كنتَ تقرأ هذه السطور، وهذا ما أرجحه، فلا شك
أنك قد مررت بالتجربة المؤلمة سيئة السمعة من العملية الإبداعية.
يحدث أن تتأمل صفحة بيضاء، أو شاشة فارغة، أو إحدى اللوحات، وعقلك
فارغٌ تمامًا: هذا ما نسميه حبسة الكاتب.
إنها تحدث عندما يكون عقلك فارغًا تمامًا بينما تُحدق إلى صفحة بيضاء،
أو شاشة جهازك، أو لوحةٍ ما. تلك هي حبسة الكاتب. إنك تستسلم لها بسهولة عندما
تباغتك، وأنا أعرف ذلك لأنني اختبرتها عدة مرات، أو بإمكانك محاربتها وإعادة
الطنين إلى عقلك مرةً أخرى.
إحدى الطرق العظيمة التي يمكنك أن تسلكها عندما تتلعثم بالكلمات، أن
ترى ما كان يفعله العظماء في حالتك. خاض أولئك الكُتاب كل ذلك، ليس فقط حبسة
الكاتب، بل أيضًا نقص الاهتمام والرفض وكوابيس عملية النشر، بل إنهم واجهوا
شياطينهم نفسها، وخرجوا من كل ذلك بالعديد من الروائع المطبوعة.
إذًا، عندما يتخفى إلهامك، فلا تيأس. بدلًا من ذلك، فكر كيف تكتب مثل
أوسكار وايلد وجورج أورويل وإرنست همنغواي وشيكسپير والعديد من الكتاب الآخرين
الرائعين ذوي الأسلوب الساحر، الذين بإمكانهم رفع إلهامك إلى مستويات أعلى. اقرأ
تدوينتنا هذه للحصول على شيء من الإلهام!
كيف تتخلص من حبسة الكاتب وتكتب مثل أوسكار وايلد
في ست خطوات
في عام ٢٠١٣، اكتشف الخبراء رسالة غير معروفة مسبقًا كان أوسكار وايلد
قد كتبها. على مدار ثلاث عشرة صفحة، يُعطي وايلد نصائح وخطوات للكاتب الطموح.
إحدى النقاط التي فصلها وايلد في هذه الصنعة الثمينة كانت كما يلي:
"ابذل بعض التضحيات من أجل فنك، وسوف تُجازى، لكن أن تطلب من الفن
التضحية بنفسه فسوف تلقى إحباطًا لاذعًا أمامك".
تحليل هذه النصيحة الصغيرة، كما هي الحال مع نصائح أوسكار وايلد الأخرى
في أعماله، يعطي لمحة رائعة عن كيفية تخطي حبسة الكاتب الخاصة بك. ربما قد تؤول بك
الحال إلى أن تصبح كاتبًا أفضل.
لتكتب مثل أوسكار وايلد وغيره من العظماء، اجلس وأعر الانتباه. فلنبدأ!
عليك أن تجتهد لتكتب، عليك أن تعي ذلك
الكتابة ليست سهلة. لذلك يوجد العديد من الكُتاب السيئين في العالم.
الكتابة بالفعل فن حقيقي يجب أن يُدَرس.
ما يقصده وايلد بقوله "قدم بعض التضحية من أجل فنك"، أن تضع
كل جهدك ودموعك وألمك لتخرج بشيءٍ جديرٍ بالاهتمام. ففي النهاية إن كانت الكتابة
سهلة، فما كان أحدٌ ليعاني من حبسة الكاتب. في الواقع لن يُحتفى بالموهبة بالقدر
الكبير، ولن تهتم الصناعة بالدفع بمحتوى الكتاب لكتابة نسخة لهم.
لتبسيط الأمور، عليك أن تتقبل أن حبسة الكاتب تستلزم العمل، ستمر
بالعديد من التقلبات، وإن لم تتعامل مع الموقف سيصيبك "الإحباط الشديد"،
كما يقول وايلد.
ما يهم هو العملية الإبداعية، حتى وإن بدتْ صعبة للغاية. في نهاية
الأمر، يمكنك دائمًا التعديل في وقتٍ لاحق.
وسع قراءاتك واجمع ما يلهمك
اقتباس آخر من نصائح وايلد يوافق هذه الكلمات:
"اقرأ ما لا تريد قراءته، فهو الذي يحدد ما ستكونه عندما تعجز".
إن لم يكن لديك ما تستوحي منه الإلهام، فبالتأكيد ستجف عزيمتك. نحن
ككُتاب لا نقرأ فقط للسعي وراء المتعة، ولكن للتوجيه والإلهام واكتساب البصيرة.
إذًا، عليك أن تقرأ لتُحسن كتابتك. اقرأ بقدر ما يمكنك، وعلى أوسع
نطاق. وكلما زادت الكلمات المكتوبة التي تمتصها من نصٍّ ما تعمقت عزيمة الإلهام
لديك.
لكن تذكر: لا تُقلد. بل حاكِ وتمرن. أسلوبك في الكتابة يظهر من أبحاثك.
ونعم، القراءة هي البحث. هذا أحد أعظم الأمور في مهنة الكاتب، شغفك
واهتمامك يغذي كل منهما الآخر.
آمن بوجهة نظرك
أنت فريد في هذا العالم، ولديك شيء تقوله، فافعل ذلك. يقول وايلد:
"كن نفسك، فشخصيات الجميع كلها مقتبسة".
لا تخف من التعبير عن رأيٍ ما، افعل شيئا مختلفًا قليلًا، أو اقفز
بكتابتك نحو بعدٍ آخر. تلك الأشياء هي ما تجعل كتابتك تعبر عنك.
إن كان هناك ما يمنعك ويجعلك تُحدق إلى مؤشر جهازك في الصفحة الفارغة،
فتوقف وفكر: مِم تخاف؟
الإيمان بوجهة نظرك الفريدة سيأخذك بعيدًا في كتابتك. ولكن تذكر أن
تترك عنك الغرور، فلا أحد يحب الكاتب المغرور الذي يتباهي بمهاراته.
لا تخشَ الفشل
الخوف من الفشل يجعلك ترغب في دس رأسك في الرمال، ويسلبك الرغبة في
الإمساك بالقلم مجددًا. ولكن كما يقول وايلد، "التجربة هي الاسم الذي يطلقه
الإنسان على أخطائه". باختصار، الفشل من شأنه فعليًّا أن يجعلك كاتبًا أفضل.
الفشل ما هو إلا تجربة، مررتَ بشيءٍ مريع ونجوت منه لتحكي عنه. وهذا أيضًا يجعلك
شخصًا أفضل، استخدمه لصالحك. لم يكن الفشل يومًا عدوًّا، بل هو الفشل في المحاولة.
لذا، عندما تباغتك حبسة الكاتب فلا تقلق بشأن ما إذا كانت كلماتك سيئة. بدلًا من
ذلك، ابدأ فقط وحاول.
لا تعتمد على العبارات المبتذلة
استخدام العبارات المبتذلة سيجعلك تبدو غير أصيل، وهي العبارات التي
استخدمها الناس في الخطابات والكتابات مرات ومرات لوصف موقف معين أو شعور أو شخص.
وعلى حد قول جورج أورويل في النصيحة البسيطة: لا تستخدمها! إذ يقول: "لا
تستخدم أبدا الصور البلاغية التي اعتدت قراءتها". لماذا؟ ليس فقط لأنها غير
أصلية، ولكنها أيضًا طريقة كسول للكتابة، فبدلًا من وصف شخصٍ أو مكانٍ أو شيءٍ ما
بطريقة جديدة وتبدو فريدة بنظرك، ستعتمد على الوصف المبتذل الذي فقد معناه منذ
فترة طويلة. عبارات مثل:
"يؤذن في مالطة".
"لا تبكِ على اللبن المسكوب".
"أخذ الصالح بالطالح".
اكتُب فقط
يقول هنري ميلر: "عندما لا تستطيع الابتكار ستستطيع العمل".
ابدأ بالكتابة حتى وإن بدا الأمر مستحيلًا. دون الكلمات على ورقة من ساعة إلى
أخرى، لا تمكث في مكانك، مارس الكتابة. إن بدت الكلمات غبية فهذا جيد، إن نسيت
علامات الترقيم فهذا جيد أيضًا، إن شعرت بالكره تجاه كل كلمة تكتبها فهذا أفضل
وأفضل.
افتح صفحة جديدة في جهازك وابدأ بالنقر على لوحة المفاتيح واكتب، أمسك
بدفتر أو جريدة وقلم وقم ببعض الخربشات، يمكنك حتى أن تكتب الأفكار والفتات على
ورق الملاحظات الصغير والصقها حول مكتبك.
المقصد هو أن تُخرج الكلمات المحبوسة هناك. بإمكانك القلق حيال الباقي
لاحقًا، هذا ما خُلق لأجله التحرير.
لن تصل إلى أي مكان إن لم تمارس الكتابة في أوقاتك الصعبة حينما لا
تبدو الكلمات وفيرة. وقد تجد في الحقيقة أن الأوقات الصعبة تفوق الأوقات الجيدة
التي ينسج فيها عقلك القصة بدون أدنى جهد، كقصة رمپلستيلتسكين (أو الجُعيْدان
بالعربية) التي تمكنت فيها ابنة ميلر من غزل القش وتحويله إلى ذهب.
إن انتظرت هبوط الإلهام على كتفيك، وترنيمه في أذنيك فلن تكتب إلا بين
حينٍ وآخر، هذا إن كتبت بالأساس. وأيضًا إن كتبت فقط في أوقاتك الجيدة، فلن تتطور
في حرفتك.
كيف تكتب مثل أوسكار وايلد
أفسد حبسة عقلك بالمثابرة
الكتاب يكتبون، هذا كل ما في الأمر. يكتبون وهم سعداء، يكتبون عندما
تهاجمهم حبسة العقل، ويكتبون في أيامهم السيئة. يستمرون في الدفع بأنفسهم مهما
كانت الظروف، يتقبلون الفشل كتجربة ويمضون قدمًا.
للتغلب على العقد النفسية الخاصة بك، اعمل بنصائح النخبة من الكُتاب
مثل جورج أورويل وهنري ميلر وغيرهم الكثير.
تذكر: الكتابة صعبة. عليك أن تنسى الفشل، وأن تؤمن بوجهة نظرك، واستخدم
حكمتك. وأهم ما في الأمر، أن تكتب.
شارك حكمتك وتجربتك الكتابية
أخيرًا، بمجرد أن تكتسب حكمة أوسكار وايلد وغيره من المؤلفين العظماء
عن الكتابة، مررها. كما يقول وايلد: "أفضل ما تفعله بنصيحة جيدة هو أن
تشاركها، فهي ليست للاستخدام الواحد".
والآن ماذا عنك، درسنا نصائح عظماء الكتاب؟ ما هي استراتيجيتك وخطواتك
العملية التي ستعود بها إلى عملك وتتجنب بها حبسة الكاتب؟ نحب أن نسمع منك!
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق