غرفة كتابة
بقلم: يان مارتل
ترجمة: ممدوح التايب
غرفة كتابة يان مارتيل
لا
يوجد الكثير لأقوله عن غرفتي. بناها لي مقاول محلي في الفناء الخلفي لأهرب من
بيتي. أبنائي الأربعة – 6، 4، 2 وعشرة شهور – وابنتنا المصونة 19 سنة وكلبي وزوجتي
(تعمل أيضا ككاتبة من المنزل) يجعلون من البيت مكانا مزدحما لدرجة تصعب معها
الكتابة فيه.
غرفتي
ليست أكثر من فراغ مطبق، مكعب من الدفء الهادئ والمرتب، حيث أقدر فيها أن أجمع
أفكاري وأن أحاول ترتيبها في ذلك القالب الصعب والمسمى بالرواية. لا توجد كتب
عندي؛ أنا هناك لأكتب، ليس لأقرأ.
لا
أهتم بأن أحيط نفسي بتذكارات أو مقولات أو أية حلي أو تعاويذ أخرى من "حياة
باي". كل ما أحتاجه هو مكان نظيف ومضاء جيدا وفي بياض الورقة التي آمل أن
أكتب فيها. رغم ذلك، توجد رسومات طائشة من أولادي الذين يجلسون أحياناً على
الأرضية بينما أعمل.
يوجد
أيضا شيء آخر، مكتب المشاية الكهربائية. مارفيل A. يتكون من مشاية كهربائية
أستطيع ضبط سرعتها بزيادات صغيرة، ومكتب أستطيع رفع ارتفاعه أو خفضه بكبسة زر. لقد
تمشيت عليه بينما كتبت عملي الأخير.
لم أعد أجلس لساعات، في
الأخير، يشرد عقلي بحرية بينما يتململ جسمي بسبب الحبس المؤلم. في نهاية
كل يوم، أستطيع أن أسجل انجازات مزدوجة: كلمات كثيرة كُتِبت، وأميال كثيرة
مُشِيت. بعد ذلك أستطيع أن أخرج من غرفتي وألتحق بأسرتي الصاخبة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق