ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

اكتب حوارًا مشوقًا باستخدام هاتفك الخلوي!



مايكل هايمي بيسيرا  ترجمة: أراكة عبد العزيز

هذا تمرين من الممكن أن يقوم به شخصٌ واحد، ومن أجل ضمان فعاليته، من الأفضل أن يقوم به شخصان اثنان ، يجري أحدهما حوارًا مع الآخر. و ن أجل ضمان استمراريته عليك أن تمضي إلى نطاقات اجتماعية مفتوحة يتحدث فيها الناس بحرية وانفتاح عبر هواتفهم المحمولة، ففي وسعك أن تذهب إلى المقهى أو مجمّع التسوق أو حتى على الطريق المؤدي إلى البقالة، حيث تهدف إلى اجراء حوار جوهري و لا يكتفي بالتحية والسؤال عن الحال، على العكس إذ ربما يكون في وسعك التوصل إلى شكل حواري مختلف تسترق منه ما يطور ويعدّل أجزاءه المتبادلة بين الطرفين المتحادثين. وقد اختبرت أثناء فترة عملي محاضرًا في الجامعة هذه الأنصاف الحوارية المتكاملة على أرض تعتبر من أكثر النطاقات الاجتماعية والأكاديمية نشاطًا بالنقاشات والمحادثات الفاعلة والجدلية. ( لمحة إلى طلاب الجامعات: مرافقكم العامة تزخر بثروة عليكم أن تستغلوها )

وسوف تتفاوت هذه الأنصاف الحوارية بين الأطراف المختلفة إلا أنها ستبقى النقطة الأساسية التي سيتهاوى التدريب الذي نعتمده الآن، من دون إدراكها ومن دون الوصول إليها .

وإذ يقرر الحال المقام إلا أن من الممكن أن تعتمد أن يكون شريط التسجيل قريبًا وفي متناول اليد، وربما يكون باستطاعتك أن تلجأ إلى الاختزال (تلميح: من اليسير عليك أن تستخدم المفكرة لكتابة الملاحظات في مقهى، إلا أنّ من العسير أن تهرول في مدينة مونتيبيلو سعيًا وراء محادثتك مخربشًا ملاحظاتك على جهازك اللوحي وعلى مدى الطريق!) وفي اللحظة التي تعثر فيها على الحوار المشوق الذي كنت تسعى إليه، تلجأ إلى التدوين الحرفي لكلّ ما قيل، وبدقة كما تلقّاه الشخص الآخر على الهاتف، حديثه المشتمل حتى على العبارات التي يستخدمها كفواصل بين الجمل.

واحرص على أن تدوّن جميع الأنماط التي يتبعها متحدثك، ولنؤنثه ونطلق عليه “السيدة أ”، فعلى سبيل المثال: هل تتثاقل هذه السيدة في خطواتها؟ هل تنظر بلا مبالاة لأشياء في محفظتها؟ هل تحاكي أو تقلد أصوات الذين يتحدثون إليها؟ عليك أن تتبع جميع أساليبها وأنماطها حتى تحصل في نهاية الأمر على قدر كافٍ من المواد المكتوبة ربما يقارب صفحة ونصف.

حين تعود إلى منزلك، قم بنسخ هذا الحوار الأحادي ورتبه كما لو أنه فقرات في مشهد قصصي أو روائي، بادئًا فقرة جديدة لكل جملة:

“لا أعرف ماذا تنوي أن تأكل”

“لا! أنا لا أعلم حقًا!”

“أوه! لو كنتُ أعلم لأخبرتك”

التمرين .

في حضرة هذه المواد الأولية والخام للحوار المنسوخ على صفحاتك، سيتعيّن عليك أن تبدأ في تلمّس جوهر الشخصيات الذي بدأ بالظهور والتشكّل، سواء للمتحدث أو للمتلقي غير المرئي والموجود على الطرف الآخر من الحوار. وسيشكّل هذه الشخصيات وجوهرها خط سير المحادثة والحوار الجاري بينهما، فلو أن خمس دقائق مضت وقام شخص بالصراخ قائلًا بأنه يكره السوشي، فمن الأرجح أن يكون السوشي أدنى اهتماماته!

وعلى أية حال، فإن الهدف الأساسي هو في تصور حياة حقيقية لذلك المتحدث كما لو أنه يعيش في غرفة مع ذلك الشخص المتخيّل والذي يتولى بدوره مهمة إكمال النصف الغائب من المحادثة، المهمة التي ستتولاها أنت في حقيقة الأمر وكل هذا سيكون يسيرًا طالما أنك ستتبع النموذج الذي أنشأته “السيدة أ”.

  • “لا أعلم ماذا تنوين أن تأكلي”، قال.
  • “ألا تعرف؟ “، سألت، “حقًا؟”
  • “لو كنت أعلم لأخبرتك!”
  • “لو أنك تعيرني اهتمامًا لما اضطررت إلى إخبارك!”

هنا قد تتمكن من تعديل الجمل المستخدمة كفواصل في الحوار وتبديلها، والتي قد لا تبدو ذات صلة بصورة المشهد كاملًا “وعلى الارجح أنها لن تكون ذات صلة”.

من الأفضل إدخال بعض التحسينات الروائية والخيالية على المحادثة، ومن الممكن إضافة بعض التمثيل:

– قال لها: “أنا لا أعرف أي شي تودين أن تأكلي”، قال.

– “ألا تعلم؟” سألت، وهي تطوي منديلها ليتشكل على هيئة كرة صغيرة وتابعت، “حقاً؟”

حاول أن يتذكر ما قالته إلا أنه لم يستطع “لو علمت لأخبرتك!”

– “لو أنك تعيرني اهتمامًا لما كنت مضطرة أن أقول لك!”

إن مزج الواقع مع الخيال قد يكون أسرع طريقة لكي نوضح أن الحوار على الجانب القصصي والخيالي ليس من الضرورة أن يكون كما هو وكما يجب في الحياة الواقعية. وربما يكون هذا المبدأ صارمًا على الأخص بالنسبة للمتدرب المبتدئ الممتلئ بالحماسة والشغف. وعلى الرغم من كل هذا ومن أجل الوصول إلى محادثة مثمرة، فإن على الكاتب أن يشذب كل البقايا والزوائد. وقد وجدت أن مقارنة المسودات الأصلية بالنهائية لهذا التمرين سوف يساعدنا إلى أن نصل إلى جوهر هذا التدريب.

ربما يبدو من السخرية أنني أتبنى عن هذه الفكرة، إذ أنني آخر شخص في كاليفورنيا الجنوبية من الممكن أن يحمل هاتفًا خلويًا، لكن من خلال جميع هذه المعلومات التي تحيط بنا قد نصل إلى استخدام صحي وفعال له.


 إن أعجبك التطبيق أضغط هنا للتقييم ✔

ليست هناك تعليقات