كوكب الزهرة هو الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي .. لماذا !
في سلسلة الكواكب التي تدور حول الشمس في نظامنا الشمسي , يُعتبر كوكب عطارد هو الكوكب الأقرب إلى الشمس , يليه الزهرة , ثم كوكب الأرض في المركز الثالث .
ومنطقياً يجب أن يكون الكوكب الأقرب إلى الشمس هو الكوكب الذي سيمتص أكثر حرارة من الشمس , وبالتالي يكون هو الأكثر سخونة بين الكواكب .. أليس كذلك ؟ ولكن من المثير للاهتمام أن هذا ليس هو الحال .
فعلى الرغم من كون عطارد هو أقرب كوكب إلى الشمس , إلا أنه ليس هو الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي .. فكوكب الزهرة هو الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي .. لكن لماذا ؟
مما يتكون كوكب الزهرة ؟
يتكون كوكب الزهرة من سهول بركانية ناعمة تغطي معظم سطحه , كما يتكون من قارتين كبيرتين - عشتار تيرا وأفروديت تيرا - اللتان تبرزان بصرياً .
سطح كوكب الزهرة أكثر سلاسة واستواء نسبياً من سطح كوكب عطارد وكوكب المريخ , حيث تنتشر على أسطح كل منهما الحفر الناتجة عن الاصطدامات الكونية , ومع ذلك فإن المراقبة المرئية لكوكب الزهرة صعبة للغاية بسبب وجود السحب الغازية الكثيفة التي تحجبه عن عيون المراقبين .
ونظراً للتشابه الكبير بين الزهرة وكوكبنا الأرض , فإن علماء الفلك يعتقدون أن كوكب الزهرة يحتوي أيضاً على لُب مركزي من الحديد ووشاح صخري ( يشبه إلى حد كبير كوكبنا ) , ولكن مجاله المغناطيسي أضعف بكثير من الأرض .
يضرب سطح كوكب الزهرة الكثير من الانفجارات البركانية الشرسة , وحالياً يعتقد العلماء أن هناك ما يقرب من 1600 بركان موجود على سطح كوكب الزهرة , ولكن في الواقع ربما يكون هناك أكثر من ذلك ومن الصعب أن نلاحظها باستخدام المعدات والتقنيات المتاحة لدينا حالياً .
شيء آخر يعوق الرؤية الواضحة لسطح الزهرة وهو الغطاء السميك الغامض للغيوم ( الذي يتكون من حمض الكبريتيك) الذي يلف الكوكب.
الآن ، دعونا نصل إلى القضية التي أثارناها في بداية المقال - حرارة كوكب الزهرة المذهلة! التي يمكن أن تصل على السطح إلى 470 درجة مئوية (870 درجة فهرنهايت)! وهذه درجة حرارة مرتفعة بما يكفي لإذابة الرصاص بسهولة على سطح الكوكب.
لماذا كوكب الزهرة ساخن للغاية ؟
- يمكن ان تعزي درجة الحرارة القصوى على سطح كوكب الزهرة إلى الغلاف الجوي السميك الذي يتميز به , في الواقع , فإن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة كثيف لدرجة أنه إذا كنت ستبقى هناك , فستواجه دائماً ضغطاً هائلاً من الغلاف الجوي يزيد بنحو 39 مره عن ما تواجهه على كوكب الأرض , وعلى الرغم من أنك قد تواجه هذا النوع من الضغط على الأرض , إلا أنه يتعين عليك أن تغوص لأكثر من كيلو متر تحت سطح المحيط لتشعر بذلك .
كما يتكون الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بالكامل تقريباً من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو أحد الغازات الدفيئة الجيدة جداً , فهو من غازات الاحتباس الحراري التي تساعد على حبس الحرارة في جو الكوكب , ومن الأمثلة على الغازات الدفيئة الأخرى ( الميثان , أكسيد النيتروز , والغازات المفلورة مثل مركبات الكربون الهيدروفلورية ومركبات الكربون المشبعة بالفلور وسداسي فلوريد الكبريت وثلاثي فلوريد النيتروجين )
ونظرًا لأن الغلاف الجوي للزهرة يتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون ، فإن الحرارة الناتجة عن الشمس تواجه صعوبة في الهروب من سطح كوكب الزهرة , فيمر ضوء الشمس عبر الغطاء السميك لغيوم ثاني أكسيد الكربون ويقوم بتسخين الصخور الموجودة على سطح كوكب الزهرة , لهذا السبب يستمر الكوكب في امتصاص الحرارة من الشمس ويُصبح أكثر حرارة
هذا الغلاف السميك من غاز ثاني أكسيد الكربون , لا يمنع فقط الحرارة من العودة إلى الفضاء الخارجي , ولكنه يمنع أيضاً حرارة الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الصخور من الخروج من الكوكب , وبالتالي تزيد درجة الحرارة اكثر على سطح كوكب الزهرة مما يجعله الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي .
كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس |
وعلى النقيض من ذلك , نجد أن كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس , ليس هو الأكثر سخونة لأنه لا يوجد به غلاف جوي كي يمتص حرارة الشمس , فقد احترق الغلاف الجوي لعطارد منذ زمن بعيد , وبالتالي فإن عطارد يتحمل وطأة حرارة الشمس الحارقة , وبفضل عدم امتلاكه لغلاف جوي فإن كل تلك الحرارة تهرب مرة أخرى إلى الفضاء , مما يجعل عطارد هو الكوكب الثاني الأكثر سخونة في النظام الشمسي .
حقائق عن كوكب الزهرة :كوكب الزهرة هو الكوكب الثاني من حيث القرب من الشمس , وهو الجار الأقرب لكوكب الأرض , وبالنظر إلى حجمه المقارب لحجم كوكبنا , فقد اُطلق عليه " شقيق الأرض " أو توأم الأرض " .يبلغ قطر كوكب الزهرة 12014 كيلومتراً (7465 ميلاً) ، وهو أصغر قليلاً فقط من كوكبنا , ولا يمتلك الزهرة أية أقمار أو حلقات ، ويدور من الشرق إلى الغرب ، أي في الاتجاه المعاكس لمعظم الكواكبالأخرى. وتُسمى هذه الحركة بالحركة التراجعية للكوكب .
المصدر / scienceabc
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق